منذ ما يربو على أسبوعين والشارع الموريتاني يسمع عن مؤتمر صحفي غير مسبوق للرئيس السابق ولد عبد العزيز !وزاد من ولع الناس بماهية المؤتمر استغرابها من الرجل الذي استدعاه القضاء ووجه له سيلا من التهم كانت كافية لأن تجعله يشعر بأن المواطن أصبح لايعير اهتماما لنهجه ومقاربته مادام قد اتضح للعيان أنه ترك الدولة على كف عفريت .
بعد أن جال وصال في الممتلكات العمومية حسب التوصيف الصادر مؤخرا من قطب التحقيق…والمؤسف هو أن الرئيس السابق لا يزال يعتقد أنه سيكون له دور يذكر في السياسة وميادينها الحاشدة، لذالك ظل في بحث دائب عن مظلة سياسية تؤويه وتضمن له تحقيق طموحاته المستقبلية التي تتجسد في استعادة كرسي السلطة؟؟
وتتويجا لبحثه حصل ولد عبد العزيز مؤخرا على حزب سياسي رحب به انطلاقا من دوره الريادي داخل وخارج موريتانيا تبعا لتعليل رئيس الحزب / الدكتورالسعد ولد الوليد.
لكن الشارع يرى أن رئيس الحزب في الواقع يريد من وراء زواج المتعة هذا تلميع صورة حزبه الذي كان مهجورة مقارنة بالأحزاب الأخرى التي لها تاريخ نضالي مشهود ، وقد تكون حساباته موفقة أو خاطئة، لكنه بذل جهدا كبيرا وصفه الرئيس الحليف الجديد لحزب الرباط بالرجل الشجاع ،حيث رحب به في الوقت الذي التحم الشارع و السلطة من أجل إخراج الصورة الحقيقية لعزيز الأمس ، الذي كان يخاطب الجماهير المطحونة قائلا :إنه رئيس الفقراء ،وإنه جاء لإنقاذهم وتقديم الحلول المناسبة لهم للظفر بحياة كريمة .
…وتمضي الأيام وتتقدم ،ويترك الرجل السلطة في ظل خلافات قوية مع معظم القوى السياسية في البلد،ويغادر مجبرا لاراغبا في ذالك ، يصدق ذالك طموحه الجنوني للسلطة بكل الطرق الدستورية والإنقلابية ،وما المحاولة الأخيرة خلال تخليد عبد الإستقلال باكجوجت إلا دليلا واضحا على هوس الرجل بالرئاسة.
إن المؤتمر الصحفي الذي يعقده ولد عبد العزيز مساء اليوم لن يقدم جديدا للساحة السياسية،اللهم إلا إذا كان سيقدم توبته أمام الشعب ويكتشف مصادر أمواله التي جعلته من أشد رؤساء القارة غنى !
وقد يكاشف الشعب في حادثة (الرصاصة!) التي لاتزال لغزا محيرا لا يعرف رغم التأويلات الكثيرة وغير المتطابقة!
وعليه لا يتوقع الشارع أن يثير ولد عبد العزيز هذا المساء سوى سيل من الإتهامات للجنة البرلمانية التي كانت أول من وضع لبنة في سبيل محاكمة الشخصيات العمومية التي سيرت مرافق عمومية في مستويات عديدة وخلاف وراءها عشرات ملفات الفساد التي تكفي لإسكاته بشكل نهائي!
محمد عبد الله /محمدن